أخصائي الحساسية والمناعة

أخصائي الحساسية والمناعة  هو طبيب حاصل على تدريب متقدم ومتخصص في تشخيص وعلاج وإدارة الأمراض الناتجة عن خلل في جهاز المناعة. يغطي هذا التخصص طيفًا واسعًا من الحالات، بدءًا من الحساسية الشائعة والربو ووصولاً إلى الاضطرابات المناعية المعقدة والنادرة.

بعد إكمال الدراسة في الطب العام والتدريب في تخصص أساسي (غالبًا الباطنية أو طب الأطفال)، يخضع هؤلاء الأطباء لـ برنامج زمالة متقدمة في علم المناعة والحساسية ليصبحوا خبراء في آليات عمل جهاز المناعة البشري وأمراضه.

ما هي الأمراض التي يعالجها أخصائي الحساسية والمناعة؟

يتركز عمل هذا الأخصائي في مجالين رئيسيين:

١. أمراض الحساسية :

وتحدث عندما يظهر الجهاز المناعي رد فعل مبالغًا فيه تجاه مواد غير ضارة (تسمى مُستأرجات – Allergens)، مثل:

  • حساسية الجهاز التنفسي والبيئية: وتشمل حمى القش (التهاب الأنف التحسسي)، التهاب الملتحمة التحسسي (حكة واحمرار العين)، والحساسية تجاه حبوب اللقاح، عث الغبار، العفن، وفراء الحيوانات.

  • حساسية الطعام: مثل الحساسية من الفول السوداني، المكسرات، الحليب، البيض، والمأكولات البحرية.

  • أمراض الجلد التحسسية: مثل الإكزيما (الالتهاب الجلدي التأتبي)، الشرى (الشرية – Urticaria)، والتهاب الجلد التماسي.

  • ردود الفعل التحسسية الشديدة (التأق – Anaphylaxis): وهي استجابة طارئة تهدد الحياة وتتطلب علاجًا فوريًا.

٢. اضطرابات الجهاز المناعي :

وهي مشاكل في نظام المناعة نفسه، إما أن يكون نشاطه مفرطًا (يهاجم الجسم نفسه) أو ضعيفًا (عجز عن مقاومة العدوى). وتشمل:

  • أمراض نقص المناعة الأولية (Primary Immunodeficiency – PID): مجموعة من أكثر من 400 مرض نادر (غالبًا وراثي) تكون فيها جزء من المناعة ناقصًا أو معطلاً، مما يزيد من قابلية الإصابة بالعدوى المتكررة والشديدة.

  • أمراض المناعة الذاتية (Autoimmune Diseases): حيث يهاجم الجهاز المناعي أنسجة الجسم السليمة عن طريق الخطأ (مثل الذئبة الحمراء، التهاب الأوعية الدموية، وبعض أمراض الأمعاء الالتهابية).

  • العدوى المتكررة وغير المبررة: والتي قد تشير إلى وجود خلل مناعي كامن.

كيف يتم التشخيص والعلاج؟

يعمل أخصائيو الحساسية والمناعة كـ محققين طبيين يبحثون عن جذور المشكلة:

  • الفحوصات التشخيصية المتخصصة: مثل اختبار الجلد (الوخز – Prick Test)، اختبار الرقعة (Patch Test)، وفحوصات الدم المتطورة لتحديد المواد المسببة للحساسية أو تقييم وظائف المناعة.

  • خطة علاجية شخصية: لا يوجد علاج واحد يناسب الجميع، وقد يشمل:

    • استراتيجيات تجنب المُستأرجات: تعليم المرضى كيفية تقليل التعرض للمحفزات.

    • العلاج الدوائي: وصف مضادات الهيستامين، بخاخات الأنف، البخاخات الاستنشاقية (للربو)، أو العلاجات البيولوجية الحديثة للسيطرة على الأعراض.

    • العلاج المناعي (إزالة التحسس – Immunotherapy): علاج طويل الأمد وشبه شافٍ، يعيد برمجة استجابة الجهاز المناعي عبر حقن منتظمة أو قطرات تحت اللسان، مما يوفر راحة طويلة الأمد من الأعراض.

    • تمكين المريض: تثقيف المريض حول كيفية إدارة حالته المزمنة بفعالية.

الارتباط الحيوي مع مرض الربو

هؤلاء الأخصائيون هم أيضًا خبراء في إدارة الربو. ونظرًا للارتباط الوثيق بين الحساسية والربو (حالة تسمى الربو التحسسي)، فهم مؤهلون بشكل فريد لإدارة الحالتين معًا، مما يوفر رعاية شاملة تغطي جميع جوانب الصحة التنفسية للمريض.

لماذا يجب أن أزور أخصائي الحساسية والمناعة؟

مع الانتشار المتزايد globally لأمراض الحساسية والمناعة الذاتية، أصبح دور هذا الأخصائي حيويًا أكثر من أي وقت مضى. استشارته يمكن أن:

  • تمنع المضاعفات الخطيرة الناتجة عن ردود الفعل التحسسية الحادة أو العدوى المتكررة.

  • تحسن جودة الحياة بشكل جذري عبر تقليل الأعراض الموهنة.

  • توفر الوضوح ومسارًا واضحًا للمرضى الذين يعانون من مشاكل مناعية معقدة وغير مفسرة.

إذا كنت تعاني من حساسية مستمرة، ربو، أو تشك في وجود خلل في المناعة، فإن استشارة أخصائي الحساسية والمناعة هي المفتاح للحصول على تشخيص دقيق ووضع خطة علاجية فعالة ومخصصة لك.

المرشحات
2 نتيجة