

يُعدّ الدكتور سيد حسين دهقان منشادي من أبرز الأطباء المتخصصين في الغدد الصماء والتمثيل الغذائي ونمو الأطفال في طهران، إيران. […]
يُعدّ جهاز الغدد الصماء في جسم الإنسان أحد أهم الأنظمة الحيوية التي تتحكم في النمو والتمثيل الغذائي والتطور العام. وعندما يعاني الأطفال من اضطرابات هرمونية أو مشاكل في النمو، فإنهم يحتاجون إلى طبيب متخصص يفهم العلاقة الدقيقة بين الهرمونات وتطور الطفل — وهذا هو دور طبيب الغدد الصماء للأطفال.
طبيب الغدد الصماء للأطفال هو الطبيب المتخصص في تشخيص وعلاج الاضطرابات الهرمونية والتمثيل الغذائي لدى الرضّع والأطفال والمراهقين. يخضع هذا الطبيب لتدريب طويل بعد تخرّجه من كلية الطب، يبدأ بتخصّصه في طب الأطفال، ثم يتبعه بدراسة تخصص فرعي متقدم يُعرف باسم زمالة الغدد الصماء للأطفال.
يتحكم جهاز الغدد الصماء في وظائف حيوية مهمة مثل النمو، والبلوغ، والتمثيل الغذائي للطاقة، والقدرة الإنجابية. وعندما يحدث خلل في هذا النظام، فقد يؤدي ذلك إلى ظهور أمراض مثل السكري، واضطرابات الغدة الدرقية، ونقص هرمون النمو، واضطرابات البلوغ المبكر أو المتأخر، وأمراض الغدة الكظرية، والاضطرابات الوراثية في التمثيل الغذائي.
لا يقتصر دور طبيب الغدد الصماء للأطفال على العلاج فقط، بل يشمل أيضًا تثقيف الأسرة ودعم الطفل نفسيًا خلال مراحل العلاج الطويلة، لضمان تحقيق توازن صحي ومستقر في النمو.
يتعامل أطباء الغدد الصماء للأطفال مع مجموعة واسعة من الحالات، منها:
داء السكري من النوع الأول والنوع الثاني لدى الأطفال والمراهقين
اضطرابات النمو (قصر القامة أو الطول المفرط)
أمراض الغدة الدرقية مثل قصور أو فرط نشاط الغدة
اضطرابات البلوغ سواء المبكر أو المتأخر
أمراض الغدة الكظرية مثل تضخم الغدة الكظرية الخلقي
الأمراض الوراثية والاستقلابية التي تؤثر على التوازن الهرموني أو الغذائي
وغالبًا ما يعمل هؤلاء الأطباء ضمن فريق متعدد التخصصات يضم أطباء أطفال، وأخصائيي تغذية، ومستشارين وراثيين لتقديم خطة علاج شاملة ومتكاملة لكل طفل.
يتطلب طريق التخصص في الغدد الصماء للأطفال سنوات من الدراسة والخبرة السريرية المكثفة. بعد إنهاء الإقامة في طب الأطفال، يلتحق الطبيب ببرنامج زمالة الغدد الصماء للأطفال الذي يمتد عادة من عامين إلى ثلاثة أعوام.
خلال هذه الفترة، يتلقى الطبيب تدريبًا عمليًا متقدّمًا في تشخيص وعلاج الأمراض الهرمونية المعقدة، ويتعلم قراءة التحاليل الهرمونية، وتفسير مخططات النمو، واستخدام أحدث وسائل العلاج مثل مضخات الإنسولين والعلاج الهرموني. كما يُشجَّع الأطباء على المشاركة في الأبحاث العلمية المتعلقة بأمراض الغدد والنمو والسمنة لدى الأطفال، مما يضمن بقاءهم على اطلاع دائم بالتطورات الطبية الحديثة.
يمكن أن تؤثر اضطرابات الغدد في مرحلة الطفولة على النمو الجسدي والعقلي والنفسي للطفل. ولهذا فإن طبيب الغدد الصماء للأطفال لا يقتصر دوره على وصف الأدوية، بل يمتد إلى تقديم الدعم النفسي والتوعية المستمرة للأهل، ومتابعة تطور الطفل لضمان نمو طبيعي ومتوازن.
بفضل المتابعة الدقيقة والعلاج المبكر، يستطيع هؤلاء الأطباء مساعدة الأطفال على النمو بشكل صحي والعيش بحياة طبيعية مثل أقرانهم.
إن طبيب الغدد الصماء للأطفال ليس مجرد مختص في الهرمونات، بل هو حارس نمو الطفل وتوازنه الصحي. ومن خلال سنوات طويلة من التدريب والزمالة، يكرّس هؤلاء الأطباء حياتهم لمساعدة الأطفال على تحقيق إمكاناتهم الكاملة — جسديًا ونفسيًا وهرمونيًا.