جراحات السمنة (وتُعرف أيضًا بجراحات البدانة أو البارياتريك) هي تدخلات جراحية متطورة تُصمم خصيصًا لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة على تحقيق فقدان وزن كبير ومستدام، والتحكم في الأمراض المرتبطة بالوزن، واستعادة نوعية حياة أفضل. هذه الجراحات تعد خيارًا علاجيًا عندما تفشل الطرق التقليدية مثل الحمية والرياضة في تحقيق نتائج دائمة.
من هو المرشح المناسب لجراحات السمنة؟
تُوصف هذه الجراحات عادةً للأفراد الذين:
يعانون من سمنة مفرطة (مرضية)، بمؤشر كتلة جسم (BMI) 40 أو أعلى.
يعانون من سمنة شديدة (مؤشر كتلة جسم بين 35 و 40) مع وجود أمراض مصاحبة خطيرة مثل:
داء السكري من النوع الثاني
ارتفاع ضغط الدم
انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم
أمراض القلب والشرايين
أبرز أنواع جراحات السمنة
1. تكميم المعدة (استئصال المعدة الكُمّي):
الفكرة: استئصال حوالي 80% من المعدة وتحويل شكلها إلى أنبوب أو “كم” ضيق.
كيف تعمل؟
تقييد تناول الطعام: تقليل حجم المعدة يحد من كمية الطعام المتناولة ويسبب الشعور بالشبع بسرعة.
تأثير هرموني: خفض إفراز هرمون الجوع (الغريلين)، مما يقلل من الشعور بالجوع.
2. تحويل مسار المعدة (تحويل المسار Roux-en-Y):
الفكرة: إنشاء كيس صغير في أعلى المعدة وتوصيله مباشرة بالأمعاء الدقيقة، متجاوزين الجزء الأكبر من المعدة والاثني عشر.
كيف تعمل؟
تقييد وتخفيف امتصاص: تجمع بين تقييد كمية الطعام (بسبب الكيس الصغير) وتقليل امتصاص السعرات الحرارية والعناصر الغذائية (بسبب تجاوز جزء من الأمعاء).
3. تحويل مسار البنكرياس والقناة الصفراوية مع تبديل الاثني عشر (BPD/DS):
الفكرة: إجراء معقد يجمع بين تكميم المعدة وتحويل مسار أطول جزء من الأمعاء.
كيف تعمل؟ يهدف بشكل أساسي إلى تخفيف الامتصاص بشكل كبير، مما يؤدي إلى فقدان وزن كبير. يُحتفظ بصمام المعدة (البواب) مما يقلل من خطر القرحة.
الفوائد المتوقعة: أكثر من مجرد فقدان وزن
فقدان وزن كبير ومستدام (غالبًا ما يصل إلى 60-80% من الوزن الزائد).
تحسن ملحوظ أو اختفاء للأمراض المرتبطة بالسمنة (مثل انخفاض حاجة مريض السكري للدواء).
تحسين نوعية الحياة وزيادة الثقة بالنفس والقدرة على ممارسة الأنشطة اليومية.
تعزيز الصحة النفسية والعاطفية.
الالتزام بعد الجراحة: رحلة مدى الحياة نحو صحة أفضل
جراحات السمنة هي أداة فعالة وليست حلًا سحريًا. النجاح يعتمد على الالتزام طويل الأمد بما يلي:
نظام غذائي جديد: اتباع تعليمات الطبيب بدقة، بدءًا من السوائل إلى الأطعمة المهروسة ثم الصلبة، مع التركيز على البروتين.
مكملات غذائية مدى الحياة: تناول الفيتامينات (خاصة فيتامين ب12، د) والمعادن (الحديد، الكالسيوم) بانتظام لتجنب النقص.
النشاط البدني المنتظم: ممارسة الرياضة بشكل دوري للمساعدة في حرق الدهون والحفاظ على الكتلة العضلية.
المتابعة الدورية: الالتزام بمواعيد المتابعة مع الفريق الطبي (جراح، أخصائي تغذية، دعم نفسي) لضمان نتائج مثلى وتجنب المضاعفات.
تُعد جراحة السمنة نقلة نوعية في حياة الشخص الذي يعاني من السمنة المفرطة. إنها استثمار في الصحة والعافية على المدى الطويل. إذا كنت تعاني من السمنة، فإن استشارة طبيب متخصص في جراحات السمنة هي الخطوة الأولى والأهم لاتخاذ القرار المناسب وبدء رحلتك نحو حياة أكثر صحة وسعادة.
