يركز علاج التهاب الكبد على إدارة الحالة وربما الشفاء من الالتهاب الذي يصيب الكبد، والذي قد يكون ناتجًا عن عدوى فيروسية، أمراض مناعية ذاتية، أو عوامل أخرى. تختلف خطة العلاج باختلاف نوع التهاب الكبد — A، B، C، D، أو E — ومدى تلف الكبد.
بالنسبة لالتهاب الكبد A، والذي يُعتبر عادةً مرضًا محدودًا ذاتيًا، يعتمد العلاج على الرعاية الداعمة مثل شرب كميات كافية من السوائل، الراحة، واتباع نظام غذائي صحي. يتعافى معظم المرضى تمامًا دون الحاجة إلى أدوية مضادة للفيروسات.
في حالة التهاب الكبد B، قد يشمل العلاج أدوية مضادة للفيروسات مثل تينوفوفير أو إنتيكافير، والتي تساعد على كبح تكاثر الفيروس وتقليل التهاب الكبد. وقد يتطلب الأمر علاجًا طويل الأمد خاصةً في حالات التهاب الكبد المزمن لتجنب مضاعفات مثل تشمع الكبد أو سرطان الكبد.
شهد علاج التهاب الكبد C تطورًا كبيرًا، خاصةً مع ظهور الأدوية المضادة للفيروسات المباشرة (DAAs). يمكن لهذه الأدوية علاج معظم الحالات خلال فترة تتراوح بين 8 إلى 12 أسبوعًا. وتتميز هذه العلاجات بكفاءة عالية، حيث تتجاوز نسب الشفاء 90% مع آثار جانبية بسيطة.
لا يحدث التهاب الكبد D إلا بالتزامن مع التهاب الكبد B، ولذلك يتم علاجه عادةً من خلال نفس الأدوية المضادة للفيروسات المستخدمة لعلاج التهاب B. وفي بعض الحالات، يمكن استخدام العلاج بالإنترفيرون لاستهداف كلا الفيروسين معًا.
يُعد التهاب الكبد E أيضًا مرضًا محدودًا ذاتيًا في أغلب الحالات، ويُعالج بالرعاية الداعمة المشابهة لعلاج التهاب الكبد A. ومع ذلك، قد يكون من الضروري اللجوء إلى العلاج الدوائي في الحالات الشديدة، خاصةً لدى النساء الحوامل أو الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.
بالإضافة إلى العلاجات الدوائية، يشمل علاج التهاب الكبد المتابعة الدورية لوظائف الكبد، وتغييرات في نمط الحياة مثل الامتناع عن الكحول واتباع نظام غذائي صحي، والتطعيمات إذا لزم الأمر. ويُعد الكشف المبكر والعلاج المناسب أمرين ضروريين للوقاية من تلف الكبد على المدى الطويل وتحسين نتائج المرضى.
