يحدث الانزلاق الغضروفي القطني عندما يبرز أو يتمزق المركز الهلامي اللين (النواة اللبية) للقرص الفقري في أسفل الظهر عبر طبقة القرص الخارجية (الحلقة الليفية)، مما قد يضغط على الأعصاب المجاورة مسبباً ألماً، تنميلاً، أو ضعفاً في أسفل الظهر والساقين.
الآلية والأسباب
تتكون الفقرات القطنية من خمس فقرات (L1 إلى L5)، تفصل بينها أقراص بين فقرية تعمل كوسائد ممتصة للصدمات، ومع التقدم في العمر أو الإجهاد المتكرر أو الإصابات، قد تضعف هذه الأقراص وتنزلق النواة اللبية من مكانها، مما يضغط على الأعصاب الشوكية، وقد يحدث هذا الانزلاق فجأة بسبب رفع أحمال ثقيلة، أو تدريجياً بسبب التآكل الطبيعي.
الأعراض
يتمثل العرض الرئيسي في ألم أسفل الظهر، غالباً مصحوباً بألم يشع إلى الساق (عرق النسا)، وقد يشمل الأعراض: ألم حاد أو خفيف في الظهر أو الأرداف أو الفخذين، تنميل أو وخز في الساق أو القدم، ضعف عضلي يؤثر على الحركة، وتغيرات في المنعكسات العصبية أثناء الفحص الطبي.
التشخيص
يعتمد التشخيص على التاريخ الطبي والفحص البدني، باستخدام: التصوير بالرنين المغناطيسي (الأكثر دقة)، الأشعة المقطعية، الأشعة السينية لاستبعاد الكسور، واختبار تخطيط العضل الكهربائي (EMG) لتقييم تلف الأعصاب.
خيارات العلاج
العلاج التحفظي: يشمل الراحة المؤقتة، مسكنات الألم، العلاج الطبيعي، والكمادات الساخنة أو الباردة.
الإجراءات التداخلية: مثل الحقن فوق الجافية أو حقن الأعصاب لتخفيف الالتهاب.
الجراحة: تُستخدم عند فشل العلاجات الأخرى، وتشمل استئصال الجزء المنزلق (Discectomy)، إزالة جزء من الفقرة (Laminectomy)، أو استبدال القرص بآخر صناعي.
التعافي والمآل
معظم المرضى يتحسنون بالعلاج التحفظي خلال أسابيع إلى أشهر، بينما تتطلب الحالات الشديدة جراحة، ويُوصى بالعلاج الطبيعي، الحفاظ على وزن صحي، وتحسين وضعية الجسم للوقاية من الانزلاقات المستقبلية.
