المرشحات
لم يتم العثور على أي تطابقات!
يُعَدّ الحفاظ على التوازن العاطفي جزءًا أساسيًا من الصحة النفسية. ولكن عندما تتقلب الحالة المزاجية بشكل حادّ ومستمرّ، فقد يشير ذلك إلى وجود اضطراب في المزاج. تؤثر هذه الاضطرابات ليس فقط على مشاعر الإنسان، بل أيضًا على طريقة تفكيره وسلوكه وتعامله مع الآخرين.
اضطرابات المزاج هي مجموعة من الحالات النفسية التي تتميز بتغيّرات مستمرة في المشاعر والعواطف. من أكثر الأنواع شيوعًا:
الاكتئاب (Depression)
الاضطراب ثنائي القطب (Bipolar Disorder)
الاضطراب المزاجي الدوري (Cyclothymic Disorder)
تختلف هذه الاضطرابات عن الحزن المؤقت أو تقلبات المزاج الطبيعية، إذ تستمر لأسابيع أو أشهر وتؤثر على العمل والعلاقات الاجتماعية ونوعية الحياة بشكل عام.
تختلف الأعراض حسب نوع وشدة الاضطراب، وتشمل عادةً:
شعور دائم بالحزن أو الفراغ أو اليأس
فقدان الاهتمام أو المتعة في الأنشطة اليومية
الإرهاق ونقص الدافع
تغيّرات في الشهية أو النوم
صعوبة في التركيز واتخاذ القرار
مشاعر الذنب أو انعدام القيمة أو التهيج
في الحالات الشديدة، قد تظهر أفكار انتحارية أو رغبة بالموت
في الاضطراب ثنائي القطب، قد يعاني المريض أيضًا من نوبات هوس (Mania) تتميز بمزاج مرتفع وطاقة مفرطة وسلوك اندفاعي.
تنتج اضطرابات المزاج عادةً عن تفاعل معقد بين العوامل الوراثية والبيولوجية والنفسية والبيئية، ومن أبرزها:
العوامل الوراثية: وجود تاريخ عائلي للاكتئاب أو الاضطراب ثنائي القطب.
كيمياء الدماغ: اختلال في النواقل العصبية مثل السيروتونين والدوبامين.
الضغوط النفسية والصدمات: التعرض لفقدان، أو عنف، أو ضغط مزمن.
التغيرات الهرمونية: خاصةً بعد الولادة أو بسبب اضطرابات الغدة الدرقية.
نمط الحياة: قلة النوم، ضعف النشاط البدني، أو تعاطي المواد المخدّرة.
يُشخَّص الاضطراب من قبل طبيب نفسي أو أخصائي علم نفس سريري بعد تقييم دقيق للأعراض والتاريخ الطبي.
العلاج الفعّال غالبًا يجمع بين:
العلاج النفسي: مثل العلاج المعرفي السلوكي (CBT) أو العلاج التفاعلي أو القائم على اليقظة الذهنية.
العلاج الدوائي: باستخدام مضادات الاكتئاب أو مثبتات المزاج.
تعديل نمط الحياة: من خلال ممارسة الرياضة، والنوم الكافي، والتغذية المتوازنة، وتقنيات إدارة التوتر.
يساعد التشخيص المبكر والعلاج المنتظم على تقليل النوبات وتحسين جودة الحياة.
الإصابة باضطراب المزاج لا تعني نهاية الحياة الطبيعية. مع العلاج الصحيح والدعم النفسي، يمكن لمعظم المرضى أن يعيشوا حياة منتجة ومتوازنة.
طلب المساعدة من المختصين ليس ضعفًا، بل هو خطوة شجاعة نحو التعافي واستعادة التوازن النفسي.
لم يتم العثور على أي تطابقات!