الصداع العنقي هو نوع من الصداع الثانوي الذي ينشأ بسبب مشاكل في منطقة الرقبة، حيث يبدأ الألم عادة في قاعدة الجمجمة أو الجزء الخلفي من الرقبة، ثم ينتشر إلى الجبهة، الصدغين، أو خلف العينين. يتميز هذا النوع من الصداع بأنه ناتج عن اضطرابات في الفقرات العنقية، العضلات، أو الأعصاب في منطقة الرقبة، وغالباً ما ينتج عن إصابات سابقة مثل حوادث السيارات، وضعيات الجسم الخاطئة، التهاب المفاصل، أو الإجهاد المتكرر.
تشمل الأعراض الرئيسية ألماً مستمراً في جانب واحد من الرأس أو الوجه، تيبساً في الرقبة، ألماً يزداد مع حركات معينة للرقبة، حساسية للضوء أو الصوت، وغثياناً في بعض الحالات. يتم التشخيص من خلال الفحص السريري، التاريخ الطبي، وفي بعض الأحيان التصوير بالأشعة السينية أو الرنين المغناطيسي لاستبعاد الأسباب الأخرى.
يعتمد العلاج على تحديد السبب الأساسي، ويتضمن عادةً العلاج الطبيعي، تمارين تقوية وتمطيط الرقبة، العلاج اليدوي، الأدوية المسكنة للألم، وفي بعض الحالات حقن الأعصاب. يمكن أن يساعد تعديل وضعية الجلوس، استخدام وسائد مناسبة، وتجنب الأنشطة المجهدة للرقبة في منع تكرار النوبات. يعتبر التشخيص الدقيق والعلاج المبكر أمراً حاسماً لمنع تحول الحالة إلى مزمنة، حيث يمكن أن تؤثر بشكل كبير على جودة الحياة والقدرة على أداء المهام اليومية.
