الاعتلال العصبي هو حالة مرضية تتميز بألم حاد يشبه الصعقة الكهربائية، يحدث على طول مسار عصب معين، وغالباً ما يظهر بسبب أبسط المحفزات مثل لمس الوجه أو مضغ الطعام. ينتج هذا الألم عن تهيج أو تلف في العصب، وقد يصيب مناطق مختلفة من الجسم، أشهرها العصب ثلاثي التوائم في الوجه، أو الأعصاب المحيطة بالعمود الفقري. تشمل الأعراض الرئيسية نوبات ألم مفاجئة وحادة تستمر من بضع ثوانٍ إلى دقائق، ألماً يشبه الحرق أو الوخز، حساسية مفرطة للمس في المنطقة المصابة، وقد يصاحبها تشنجات عضلية لا إرادية.
تتنوع أسباب الاعتلال العصبي بين الضغط على العصب بسبب الأوعية الدموية المجاورة، التهابات الأعصاب مثل الهربس العصبي، أمراض مثل السكري أو التصلب المتعدد، وإصابات العمود الفقري أو الجراحات السابقة. يعتمد التشخيص على الفحص السريري الدقيق، التاريخ المرضي، وقد يتطلب تصويراً بالرنين المغناطيسي، تخطيطاً كهربائياً للعضلات والأعصاب، أو تحاليل دم لاستبعاد الأسباب الجهازية.
تشمل خيارات العلاج الأدوية المضادة للاختلاج مثل كاربامازيبين وجابابنتين، مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، مرخيات العضلات، وحقن الستيرويد حول العصب المصاب. كما تتوفر إجراءات تداخلية مثل حقن العصب، الجراحة لتخفيف الضغط عن العصب، والتحفيز الكهربائي للعصب. تساعد العلاجات المساندة مثل العلاج الطبيعي، تقنيات الاسترخاء، والكمادات الدافئة أو الباردة في تحسين الحالة.
ينصح المرضى بتجنب المحفزات المعروفة التي تزيد الألم، الحفاظ على نظام غذائي صحي، المتابعة المنتظمة مع طبيب الأعصاب، والالتزام بجرعات الأدوية بدقة. تشمل التطورات الحديثة في العلاج استخدام الموجات فوق الصوتية لتوجيه الحقن، التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة، وأدوية أكثر استهدافاً للخلايا العصبية بآثار جانبية أقل.
قد تؤدي الحالات غير المعالجة إلى مضاعفات مثل الاكتئاب، القلق، العزلة الاجتماعية، صعوبات النوم، وضعف عام في الجسم. يعتبر العلاج المبكر والمتابعة المنتظمة مع طبيب الأعصاب أساسيين لتحسين جودة حياة المريض وتقليل حدة وتكرار النوبات المؤلمة.
