إصلاح الأوتار

جراحة إصلاح الأوتار هي إجراء جراحي دقيق يهدف إلى إصلاح الوتر الممزق أو المتضرر واستعادة وظيفته الطبيعية. تعتبر الأوتار حبالاً ليفية قوية تربط العضلات بالعظام، وتلعب دوراً محورياً في تمكين حركة المفاصل وتوفير الاستقرار. عند تعرض الوتر لإصابة، سواء أكان تمزقاً كاملاً أم جزئياً، فإن ذلك يعطل هذه الآلية الحيوية، مما يؤدي إلى الألم، الضعف، وتقييد الحركة.

متى تكون جراحة إصلاح الأوتار ضرورية؟

لا تتطلب جميع إصابات الأوتار تدخلاً جراحياً. غالباً ما يكون اللجوء إلى الجراحة خياراً في الحالات التالية:

  • التمزق الكامل للوتر: حيث تنفصل نهايات الوتر تماماً عن بعضها.

  • فشل العلاج التحفظي: عندما لا تؤدي الراحة، العلاج الطبيعي، والأدوية إلى تحسن كافٍ.

  • الإصابات لدى الأشخاص النشطين: خاصة الرياضيين الذين يحتاجون إلى استعادة كاملة لوظائفهم.

  • الإصابات التي تسبب إعاقة وظيفية شديدة: مثل عدم القدرة على ثني الإصبع أو تحريك الكتف.

أنواع إصابات الأوتار الشائعة

  • تمزق وتر أكيلس (وتر العرقوب): في الكاحل.

  • تمزق الكفة المدورة: في الكتف.

  • تمزق وتر الباسطة أو القابضة: في الأصابع (إصبع المطرقة).

  • التهاب الأوتار المزمن: الذي قد يتطور إلى تمزق.

كيفية إجراء الجراحة: دقة وتقنيات متطورة

تعتمد التقنية الجراحية المستخدمة على نوع الوتر المصاب، مكانه، وطبيعة الإصابة:

1. الجراحة المفتوحة:

  • تُجرى من خلال شق جراحي واحد فوق موقع الإصابة للوصول المباشر إلى الوتر.

  • تُعد مناسبة للإصابات الكبيرة أو المعقدة.

2. الجراحة طفيفة التوغل:

  • تُستخدم فيها منظارات جراحية (مثل منظار المفصل) وكاميرات صغيرة.

  • يتم إجراء عدة جروح صغيرة لإدخال الأدوات الجراحية.

  • مزاياها: ألم أقل بعد الجراحة، شفاء أسرع، وندوب أصغر.

خلال العملية، يقوم الجراح بما يلي:

  • تنظيف المنطقة من أي أنسجة تالفة.

  • إعادة ربط طرفي الوتر الممزق باستخدام غرز جراحية قوية ومتينة.

  • في حالات التمزقات الشديدة أو فقدان جزء من الوتر، قد يتم استخدام طعم وترى مأخوذ من وتر آخر في جسم المريض أو من متبرع.

مرحلة ما بعد الجراحة: رحلة التعافي وإعادة التأهيل

هذه المرحلة حاسمة لنجاح العملية برمتها وتتطلب التزاماً تاماً من المريض:

المرحلة الأولى: الحماية والالتئام (أسابيع)

  • تثبيت المفصل المصاب بجبيرة أو جبيرة لحماية الوتر أثناء الالتئام.

  • الراحة ورفع الطرف المصاب للحد من التورم.

المرحلة الثانية: استعادة الحركة (أسابيع إلى أشهر)

  • البدء بتمارين علاج طبيعي خفيفة لاستعادة نطاق الحركة تدريجياً ومنع التيبس.

المرحلة الثالثة: استعادة القوة (أشهر)

  • الانتقال إلى تمارين تقوية متقدمة لاستعادة قوة العضلات والتحكم فيها.

المرحلة الرابعة: العودة إلى النشاط (عدة أشهر)

  • العودة التدريجية إلى الأنشطة اليومية والرياضية.

عوامل النجاح في جراحة إصلاح الأوتار

  • التدخل المبكر: كلما أُجريت الجراحة بشكل أسرع بعد الإصابة، كانت النتائج أفضل.

  • الالتزام ببرنامج إعادة التأهيل: العلاج الطبيعي هو مفتاح النجاح.

  • الخبرة الجراحية: مهارة الجراح في إجراء الإصلاح الدقيق.

  • صحة المريض العامة: حيث يمكن أن تؤثر أمراض مثل السكري على سرعة الشفاء.

الخلاصة

جراحة إصلاح الأوتار هي عملية معقدة ولكنها فعالة بشكل كبير في استعادة الوظيفة الحركية للأفراد الذين يعانون من تمزقات الأوتار. يضمن النهج المتبع، الذي يجمع بين الجراحة الدقيقة وإعادة التأهيل الشاملة، أفضل النتائج الممكنة، مما يسمح للمرضى باستعادة أنماط حياتهم النشطة. إذا كنت تعاني من إصابة في الوتر، فاستشر جراح العظام المختص لتحديد أفضل خطة علاجية لحالتك.

المرشحات
1 نتيجة
الدكتور محسن موحدي يغانه

الدكتور محسن موحدي يغانه

جراح العظام
5.0
(1 مراجعة)

الدكتور محسن موحدي يغانه هو جراح عظام مرموق متخصص في جراحات القدم والكاحل. يشمل مساره المهني: شهادة الطب العام وتخصص جراحة العظام من جامعة طهران […]

إيران, طهران