يعتبر الليزك (تصحيح القرنية بالليزر) وPRK (تقرن القرنية الانكساري الضوئي) من أشهر العمليات التي تعتمد على الليزر لعلاج مشاكل ضعف الإبصار مثل قصر النظر وطول النظر والاستجماتيزم. تعمل هاتان التقنيتان على إعادة تشكيل سطح القرنية لتحسين تركيز الضوء على الشبكية، مما ينتج عنه رؤية أوضح دون الحاجة للنظارات أو العدسات اللاصقة في معظم الحالات.
الفرق الجوهري بين التقنيتين
في عملية الليزك، يقوم الجراح بإنشاء شق رفيع في سطح القرنية ثم يرفع هذه الطبقة الرقيقة ليعيد تشكيل النسيج تحتها باستخدام الليزر، قبل أن يعيد الطبقة إلى مكانها. أما في PRK، يتم إزالة الطبقة السطحية للقرنية تماماً قبل تطبيق الليزر مباشرة على النسيج المراد تعديله.
مميزات كل تقنية تتميز عملية الليزك بفترة تعافٍ أسرع حيث يشعر معظم المرضى بتحسن في الرؤية خلال 24-48 ساعة، بينما يحتاج PRK إلى عدة أيام حتى تبدأ الطبقة السطحية في التجدد، وقد يشعر المريض ببعض الانزعاج خلال هذه الفترة. لكن PRK يظل الخيار الأفضل للمرضى الذين يعانون من قرنية رقيقة أو بعض الحالات الخاصة التي لا تناسبها عملية الليزك التقليدية.
شروط إجراء العملية
يجب أن يكون المريض بالغاً (عادة فوق 18 سنة) وأن تكون درجة ضعف النظر مستقرة لمدة لا تقل عن سنة. كما يجب ألا يعاني من بعض أمراض العيون مثل القرنية المخروطية أو جفاف العين الشديد. يقوم الطبيب بإجراء فحوصات دقيقة قبل العملية لتحديد مدى ملاءمة كل حالة لنوع العملية المناسب.
ما بعد العملية
يحتاج المريض إلى استخدام قطرات مرطبة ووقائية حسب إرشادات الطبيب، مع تجنب فرك العين أو تعريضها للماء أو مستحضرات التجميل خلال الفترة الأولى. تظهر النتائج النهائية عادة خلال أسابيع قليلة، حيث تتحسن الرؤية تدريجياً حتى تصل إلى حدة البصر المطلوبة.
معدلات النجاح والمخاطر
تبلغ نسبة نجاح هذه العمليات حوالي 96%، مع احتمالية بسيطة لحدوث بعض الآثار الجانبية المؤقتة مثل جفاف العين أو رؤية هالات حول الأضواء ليلاً. في حالات نادرة جداً قد يحتاج المريض إلى إجراء تعديل إضافي. تظل عمليات تصحيح النظر بالليزر من أكثر الإجراءات أماناً وفعالية في مجال طب العيون، حيث ساهمت في تحسين حياة الملايين حول العالم من خلال توفير رؤية واضحة واستقلالية عن النظارات الطبية.
